معلومة اسرائيلية هذه المرة حطت على طاولة مسؤول اردني رفيع المستوى “الاردن لم يحصل بعد الان على دولار واحد من بن سلمان”.
تلك كانت مجرد معلومة قد تكون مغرضة لكنها وردت في تقارير عميقة ودبلوماسية تحاول فهم تأثير الازمة الاقتصادية والمالية التي يعيشها الاردن على استقرار العلاقات الاردنية الاسرائيلية لكنها معلومة تلامس الوقائع على الارض فحتى بعد زيارة يتيمة قام بها الى عمان العام الماضي الامير محمد بن سلمان وتخللها الكثير من الاحضان والمجاملات لم يتغير اي شيء من اي صنف على صعيد القرارات الاقتصادية او المالية او الاستثمارية.
واضح تماما ان المخفي في العلاقات الاردنية السعودية يشير الى ان الرياض لا تزال واقفة عند تداعيات وتلغيزات وتلميحات الفتنة الاردنية الشهيرة حيث يقبع احد ابرز مستشاريه الامير السعودي القوي وهو الدكتور باسم عوض الله في السجن للعام الثاني ولقضاء عقوبة بمقدار 15 عاما.
ازمة العلاقات بين عمان والرياض مفهومة للمختصين بالمشهدين لكن توقعات المعلومة الاسرائيلية مثيرة ووصلت الى شخصية اردنية عبر جنرال امني اسرائيلي التقاه في احدى العواصم الغربية ، الامر الذي يعني ضمنيا بان المربع الامني الاسرائيلي مهتم فعلا بالتحديات التي يواجهها فعلا الاردن وانعكاساتها على اسرائيل وحتى على القضية الفلسطينية.
وفي الوقت الذي يأفل فيه نجم العلاقات الاردنية السعودية تبرز سيناريوهات واستشعارات وتبادل رسائل عبر قنوات بعضها ثالثة وبعضها وجها لوجه ولمكن خلف الستارة بين حلقات اسرائيلية وسعودية والخشية تزيد في اوساط عمان العميقة من ان ينتهي الاهتمام الاسرائيلي بمراقبة الوضع الاقتصادي الاردني امنيا على الاقل بكشف ظهر كل المعطيات الاردنية السعودية للإسرائيليين في حال التقصي والبحث عنها حيث ان عمان مدركة تماما بان اي مساعدة مالية او حتى اتجاهات استثمارية لن تأتي بعد الان من جهة الامير بن سلمان.
ويتداول ساسة ومتقاعدون اردنيون لكن همسا تلك الحكايات والقصص عن الاستياء الرسمي البالغ من الافطارات التي يقيمها في منزله بعمان السفير السعودي نايف بن بندر السديري اضافة للقلق من الفضول الذي يظهره السديري في التحدث مع بعض وجوه العشائر وقادة المناطق خصوصا في قبيلة بني صخر وفي مدينة معان والصحراء الجنوبية.
تلك معطيات تجمع والانطباع لم يعد سرا بان الاردن هو الضحية الاولى للبرنامج السعودي الذي اعلنه وزير المالية محمد بن جدعان في دافوس بخصوص حجب وقطع المساعدات لدول الجوار لا بل الانطباع وسط السياسيين يزيد بان تصريحات الجدعان في دافوس حيكت على مقدار مضمون رسالة مثيرة وجهها عضو البرلمان الاردني المفصول محمد عناد الفايز للأمير بن سلمان وطالب فيها علنا قبل فصله بوقف ارسال المساعدات الى بلاده لانها لا تذهب للشعب الاردني بل لطبقة فاسدين.
تلك رسالة هزت الاركان عمليا وخلطت بعض الاوراق وقرأت دلالتها الاعمق بعيدا عن الدور الوظيفي في مضمونها للنائب محمد عناد الفايز لكن نخب اردنية وفلسطينية من الصنف الذي يجتمع في الغرف المغلقة مع خبراء ومستشارين لصناع قرار في الولايات المتحدة واسرائيل ايضا وصلت في سابقة استنتاجية الى خلاصة مثيرة جدا للجدل.
وهي خلاصة تقول ضمنيا بان القرار السعودي على نحو او اخر وبإرادة ورضى ودعم اليمين الاسرائيلي سيكون طرفا ولاعبا اساسيا في اي معادلة مستقبلا تحاول ترتيب العلاقة بين الاردن والفلسطينيين ذلك منحدر حساس وخطر للغاية في الجيوسياسي الاقليمي وفقا لما ورد في التقرير العميق الذي اطلعت “راي اليوم” عليه.
ويصبح حساس اكثر بطبيعة الحال كلما طرق اردنيون باب محاول تفسير معلومة الجنرال الاسرائيلي بعنوان نصيحة تقترح التوقف عن انتظار ولو دولار واحد من جهة الجار الثري بن سلمان.