ممارسات الرياض خلقت مناخا لممارسة الإرهاب داخل المملكة
شنت الأكاديمية والمعارِضة السعودية مضاوي الرشيد هجوما حادا على أركان النظام السعودي وقالت إنه لا استقرار مع حكم النظام الجديد‘ في ظل رفضه الاعتقاد بأن هناك رؤى غير تلك التي تعدها شركات الاستشارات الإدارية التابعة له. وقالت إن الحكم القمعي للنظام لا يجعل السعودية تكون مستقرة، بل قد يؤدي بالمعارضين إلى حمل السلاح. وأكدت أن الزج برموز الدين في الدولة في السجن يعتبر تطهيرا سيكلف النظام وحلفاءه ثمنا باهظا، وأن إسكات المعارضين إستراتيجية انتحارية على المدى الطويل.
جاء ذلك في مقال نشرته لها مجلة (ميدل إيست آي) البريطانية - إن الحكم القمعي لابن سلمان لا يجعل السعودية تكون مستقرة ، بل قد يؤدي بالمعارضين إلى حمل السلاح.وقالت البروفسورة الرشيد إن الداعية الحوالي (68 عاما) يعاني مشاكل صحية لكن السلطات زجت به في السجن لينضم إلى رفيقه منذ تسعينيات القرن الماضي سلمان العودة الذي اعتقلته السلطات منذ سبتمبر الماضي.
وترى الرشيد أن النظام الجديد ما انفك ينشر الإرهاب عبر العديد من الدوائر، وذلك سواء على مستوى الحكام أو النخبة الاقتصادية أو الليبراليين أو غيرهم من الأيديولوجيين والشخصيات القبلية، وحتى النساء الناشطات. وتشير إلى أن هذه الممارسات القمعية ليس من شأنها تعزيز النظام ،بل إنها بدلا من ذلك تتركه يقف على أرض مهتزة وغير قادر على تشكيل ائتلاف للحكم بالموافقة بدلا من القمع والإرهاب.
وتقول إنه قد يشجع الكثيرو ن في الغرب احتجاز النظام للإسلاميين الذين غالبا ما يطلق عليهم المتطرفين، بغض النظر عن تنوع تفسيراتهم وإستراتيجياتهم لتحقيق أهدافهم الدينية والسياسية.
بيد أن هذا التأييد الغربي حسبما ترى الرشيد يعتبر مضللا إزاء سياسة عادت بنتائج عكسية في الماضي، وذلك لأنها لم تنتج سوى حلول قصيرة الأجل لمشكلة سياسية عميقة تخلق التطرف.
وتقول إنه "سواء كنا نتفق مع هذه الأهداف أم لا، فإن احتجاز أولئك الذين يروجون لها لن يؤدي إلا إلى زيادة شعبية هذه المشاريع ودفعها إلى السرية وجعلها تنفجر في وجوهنا في حين كنا نفكر في أنه تم إخمادها".وتضيف أن الإرهاب الإسلامي المزعوم ليس أكثر إرهابية من بعض المشاريع العلمانية التي أدت إلى استئصال الأقليات وإلى سحق الحريات وإسكات المعارضة.
وأضافت الكاتبة أن نعت العديد من الإسلاميين بالتطرف يعتبر طريقة سهلة للغاية لطردهم وتهميشهم، وحتى لتبرير احتجازهم وتعذيبهم وقطع رؤوسهم.
وتشير الكاتبة إلى أن العديد من السعوديين كثفوا عنفهم وإرهابهم في الفترة 2003-2008 ضد النظام والأجانب، وذلك بعد تعرضهم للتعذيب في سجون المملكة. وتوضح أن هذا ليس لتبرير الإرهاب بل للإشارة إلى الظروف الخصبة التي يزرع فيها مثل هذا الإرهاب، فقد كانت السجون دائما وستبقى حاضنات للعنف المستقبلي، رغم أنها يمكن أن تكون أماكن للخلاص وإعادة التفكير في المشاريع السياسية بين سجناء الرأي والمنشقين. وتقول إن تسمية كل الإسلاميين بالمتطرفين خاطئة، وذلك فضلا عن أنه ليس كل المتطرفين عنيفين.
وأشارت إلى أن النظام السعودي يرفض الاعتقاد بأن هناك رؤى غير تلك التي تعدها شركات الاستشارات الإدارية له، وأنه بمجرد أن يتبنى هذه الرؤى فإنها تصبح مقدسة، ويصبح انتقادها عملا من أعمال الخيانة ضد ملك المستقبل. وتقول أيضا إنه في مثل هذه الأجواء، فمن المؤكد أن كتاب الحوالي الأخير "المسلمون والحضارة الغربية" سيكون أسوأ من أي بيان ثوري يتم توزيعه من جانب خلية سرية مصممة للإطاحة بالنظام.
وتختم الرشيد المقال بأن الزج بالأعمدة القديمة لدين الدولة في السجن ليعتبر تطهيرا سيكلف النظام وحلفاءه ثمنا باهظا، وأن إسكات المعارضين على المدى القصير ليعتبر إستراتيجية انتحارية على المدى الطويل، وأن السماح للمتطرفين بتنفيس غضبهم في الكتب هو بالتأكيد أفضل من دفعهم لحمل السلاح