لن أكتب اليوم عن باسل الزميل، ولا باسل الصديق المقرّب، لن أكتب عن باسل المدافع رقم واحد ،وجندي المواجهة عن مهنة الصحافة واستقلالها، لن أكتب عن باسل المنتفض دوماً لأي تضييق أو توقيف أو ظلم يتعرض له زميل صحفي يتفق أو يختلف معه ..سأتكلّم عن باسل "المناعة" التي تحمي الجسم الصحفي من المرض أو الوهن ، سأتكلّم عن باسل العكور..عندما يصبح مداد الحقيقة..
يتعرّض موقع "جو24" وناشره الاستاذ باسل العكور لحملة تضييق ممنهجة منذ سنتين، تماما كما حدث لنا في موقع سواليف الإخباري منذ 2019 ويحدث لنيسان نيوز ومواقع أخرى ، حملة محمومة لتجفيف مصادر دخل الموقع وحصاره أرضاَ وجواً وبحراً وبالتالي تعثّره مالياً وإفلاسه ،فهناك كلف تشغيلية يومية حتى تستمر بإنتاج الخبر لصحفي والتغطية الواضحة ولكاملة ، الهدف الا يسمعوا سوى صدى أصواتهم ، اعلام يردد ما يقال، لا اعلام منفتح مهني يأخذ كل الآراء، ويحيق بالمشهد من كل الزوايا، نحن في الإعلام المستقل لا مصدر لنا حتى تبقى مؤسساتنا الإعلامية على قيد العمل والحياة الا الاتفاقيات الإعلانية، ليس لدينا رأس مال ضخم ولا مؤسسات مالية ولا حكومات تدعمنا، نحن معتمدون بشكل كلي على المعلن المحلي، وعلى مخصصات المؤسسات والشركات الوطنية التي تضع بميزانياتها حصّة للإعلام بمختلف أنواعه كنوع من المصلحة المشتركة والدعم للإعلام المهني المستقل ..لكن حتى هذا الفتات الذي كان يصلنا لم يرض البعض، فقد تم الضغط على كثير من المتعاملين مع مواقعنا أن يوقفوا التعامل..وهذا جرى باعتراف البعض، رئيس مجلس إدارة احد البنوك وهو صديق قالها لي بصراحة "زبط خطك " سنعيد التعاون الإعلاني معكم..
من جديد، الى باسل العكور "حزام الظهر" ،رفيق الدرب، شقيق الوجع والانتصار ، لن نسمح أن يغرقوك في يمّ القلق ، أنسج لك من هدب العين مهداً حتى تنجو ، مؤسساتنا تفتديك ،مواقعنا موقعك ..ودماؤنا مداد لقلمك..أتعرف لماذا؟ لأنك مداد الحقيقية ومداد الحرية..